ومن يقوم بغش المستهلك أو خداعه او الاضرار بصحته يعرض نفسه للمسائلة والتحقيق بمافيها إغلاق المصنع.
الغش الغذائي وتاريخه
تعريف أخر هو قيام الشركة المنتجة او جهه او شخص او مُجهز للغذاء بشكل متعمد إزالة مكون غذائي او جزء مهم من الغذاء او استبداله لدوافع اقتصادية وتقليل تكاليف الانتاج على حساب جودة المنتج.
من تلك الطرق اضافة زيت نباتي الى زيت الزيتون باهض الثمن وتسويقه على انه زيت زيتون بكر 100%.
يعرف دستور الغذاء العالمي الغش في مجال الاغذية بانه الاستبدال المتعمد او الاضافة او التلاعب او تحريف المواد الغذائية او المكونات الغذائية او التلاعب في التغليف او تقديم بيانات مضللة وكاذبة حول منتج لتحقيق مكاسب اقتصادية للبائع ومن انواعها التقليد والتزوير والغش.
وكذلك اعتبرت احتوى اي منتجات على مادة غير غذائية مثل الالوان والنكهات فهي مضللة و مغشوشة.
لكن تم تعديل هذه المفاهيم في عام 1966م ونص التعديل على أن الحظر المفروض على المواد غير المغذية لا ينطبق على المواد الآمنه غير المغذية(غير المفيدة للجسم) الموجودة في الحلويات بانواعها نتيجة استخدامها لبعض الاغراض كمواد حافظة او ملونه شريطة الا يتم اضافتها لتظليل وخداع المستهلك.
استمرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بتفسير واعتبار انه يحظر اضافة اي مكون غير غذائي لايكون غرض اضافتة من اجل المساعدة في حفظ المنتج او تحسين خصائصه فقامت بحظر المحليات الصناعية غير المفيدة في صناعة الحلويات والتي كان الغرض منها تقليل السعرات الحرارية.
أعادة FDA النظر في عام 1992 وتم التعديل من قبل الكونجرس للقانون واجاز استخدام اي مضافات غذائية حتى وان كانت محليات صناعية طالما كانت آمنه ومصرح بها من FDA وله غرض من إضافتها شريطة الا تؤدي في اي حال من الاحوال لخداع وغش للمستهلك.
توصلت التقديرات للخبراء في مجال مكافحة الغش التجاري ان الغش التجاري في الاغذية يكلف قطاع صناعة وانتاج الاغذية العالمي مايقارب من 40 مليار دولار سنوياً نتيجة الاحتيال الغذائي.
القضية ليست قضية اقتصادية فحسب من حيث انه يبيع لك منتج على اساس انه ذا جوده عاليه ويكتب على بطاقة البيان ماتتطلبه مواصفة المنتج وهو قد استخدم مكونات غير مصرح بها لتقليل التكاليف ويباع للمستهلك بسعر اعلى.
القضيه ايضا صحيه فقد يسبب مشاكل صحية مثل التسمم بالرصاص الناتج عن التوابل المغشوشة وردت الفعل التحسسي نتيجة مكون بديل مخفي لم يتم التصريح به على بطاقة البيان بانه مسبب للحساسية الغذائي.
أمثلة على الاحتيال الغذائي
- العسل:على الرغم من انك تجد مدون على بطاقة البيان عسل نحل 100% او عسل طبيعي 100% ،لكن بعض الشركات عديمة الضمير تقوم بخلطه بمواد محلية اخرى كشراب قصب السكر او شراب الارز او شراب الذرة لكي تقل تكلفة الانتاج ويدفع المستهلك سعر عسل النحل الاصلي دون ان يعلم وتذهب الارباح للشركات.
- شراب القيقب:يتم الغش في شراب القيقب بنفس طريقة الغش في العسل.
- زيت الزيتون:تقوم بعض الشركات بتخفيف زيت الزيتون البكر الاغلى سعراً بزيت نباتي اقل سعراً وبيعه للمستهلك بانه زيت زيتون بكر 100% وهو مغشوش وبنفس قيمة الزيت الزيتون الحقيقي.
- الاسماك المطبوخه المعلبه:قد يضيف لحم سمك اثناء التصنيع منخفض التكلفه ويدعي على بطاقة البيان بانه مصنع من اسماك باهظة الثمن.
- العصير:عندما تجد خليط من حمض الستريك ومحليات او نكهات صناعية وماء ومسجل عليه عصير ليمون 100% او خلط عصير العنب مع عصير الرمان وتدوين عصير رمان 100%،رغم ان الضرر على المستهلك في هذه الحالة في المال، لكن يمكن ان يكون الضرر الصحي على المستهلك عندما تقوم احدى الشركات بخلط العصير الملوث منتهي الصلاحية ومخزن في ظروف سيئة مع عصير طازج من أجل إخفاء الجودة الرديئة في العصير المعفن منتهي الصلاحية فأن العصير الناتج يمكن أن يضر من يشربه.
- التوابل:-أحد انواع الاحتيال في منتجات التوابل يحدث عندما يتم تجميع نوع من التوابل باهظة الثمن(مثل الزعفران)مع مواد نباتية أخرى مثل سيقان النباتات.نوع اخر من الاحتيال هو استخدام صبغات والوان لاعطاء البهارات لوناً معيناَ خصوصا اذا كان هذا اللون يؤثر على الجودة.وقد حصلت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أصباغ صناعية تحتوى على الرصاص والتي يمكن أن تشكل خطر على الصحة في مسحوق الفلفل الحار ومسحوق الكركم ومسحوق الكمون.
- تركيبة الرضع الغذائية:نظراً لكون فني وخبراء فحص الاغذية يستخدمون لتقدير نسبة البروتين في الغذاء نسبة النيتروجين الموجودة ،فقد اضافوا في عام 2008م المصنعين في الصين الميلامين (مادة كيميائية اصطناعية تستخدم غالباً في المواد البلاستيكية وتحتوى على نسبة عالية من النيتروجين)في حليب الاطفال الصناعي لجعل منتجاتهم تبدو وكأنها تحتوى على مايكفي من البروتين مما سبب ذلك بفشل كلوي واشارت التقارير الإخبارية الى أن الاحتيال تسبب في إصابة اكثر من 300 الف طفل ،و50 الف تلقوا الرعاية الطبية في المستشفى و مالايقل عن 6 وفيات.
- اضافة الألوان الى الأغذية دون التصريح بها على المنتج.
- بعض التشريعات الدولية تعتبر استبدال دهن الحليب بزيوت نباتية في منتجات الألبان غش تجاري يعاقب عليه القانون،بينما تسمح به بعض الدول من جانب ان المنتج المستبدل دهن الحليب فيه بزيت نباتي ارخص في السعر.
كيف يتم ضبط الغش والاحتيال في الأغذية؟
- جمع البيانات والمعلومات من مجموعة متنوعه من المصادر مثل شكاوي المستهلكين او شكاوي المصنعين والقطاع الصناعي او الاخبار والصحف الإخبارية او من المنشورات العلمية او من البلاغات والتحذيرات التي يتم اطلاقها بشأن منتج ما انه مغشوش من قبل الدول الاخرى ،كما يتم جمع المعلومات بالتنسيق مع الهيئات التنظيمية الخاصة بكشف ومكافحة الغش والاحتيال الغذائي في الدول.
- من خلال التفتيش ومسح الاسواق بشكل منتظم والتحقق من وجود غش واحتيال بواسطة الفحص والتحليل او بواسطة الاوساط الأكاديمية والخبراء.
- من خلال الفحص والاختبار للمنتجات المستوردة والذي تلعب الكيمياء التحليلية للأغذية دورا مهما من حيث معرفة كل شيء بداءً من التركيب الكيميائي الاساسي للأغذية الى التعرف على هوية المواد المضافة،كما ان هناك طرق في علم الاحياء كتسلسل الحمض النووي تستخدم في كشف الغذاء المغشوش بمواد أخرى.
- التنسيق وتبادل المعلومات بين الجهات الحكومية الاخرى في الدولة و الهيئة المختصة بضبط جودة وسلامة الاغذية.
ماهي أنواع الغش والاحتيال الغذائي؟
- الاستبدال:-الاستبدال الكامل او الجزئي لمكون غذائي ذا قيمة جوهرية في المنتج ببديل اقل تكلفة دون علم المشتري ويشمل (التخفيف او الزيادة او الاضافة بمضافات غير مصرح بها على بطاقة البيان - ادعاء كاذب عن منشأ المنتج او النوع او الصنف- تصريح كاذب عن منشأ المادة الخام او عملية الانتاج المستخدمة لتصنيع احد المكونات )ومن امثلتها استبدال حليب البقر بحليب الماعز او اضافة الماء وحمض الستريك الى عصير الليمون لزيادة الحموضة القابلة للقياس لمنتج العصير النهائي .
- الاضافة:وهي اضافة مادة غير اصلية لاخفاء مكونات ذات جودة رديئة دون علم المشترين لتعزيز اللون مثل اضافة السكر لاخفاء الطعم لعصير الرمان رديئ الجودة.
- الازالة:ويقصد به ازالة مكون مهم في الغذاء دون علم المشترين.
- من احد طرق الغش كتابة منشأ كاذب للتهرب من الضرائب او التعرفة الجمركية.